( تَفْسِيرُ الأَلْفَاظِ ) - :
{ أبدا } أي بلا انتهاء .
{ ظلا ظليلا } الظليل صفة مشتقة من الظل لتأكيده كقولهم شمس شامس وليل أليل ويوم أيوم.
{ نعما يعظكم به } أي نعم شيئا يعظكم به .
{ وأولى الأمر منكم } أي قادتكم ورؤساءكم .
{ فردوه إلى الله والرسول } أي فراجعوا فيه كتاب الله واسألوا عنه الرسول في زمانه وارجعوا إلي إلى سننه بعد وفاته .
{ ذلك خير } أي أخير لأن الأفصح حذف الألف من أخير وأشر فيقال هذا خير من ذاك أو شر منه.
{ وأحسن تأويلا } أي أحسن تأويلا للأمر المتنازع فيه من تأويلكم إياه .
{ الطاغوت } كل متعد وكل ما عب.
{ يصدون } أي يعرضون . يقال صد عنه يصد ويصد صدا وصدودا أعرض عنه .
{ إن أردنا } إن هنا بمعنى ما أي ما أردنا . د من دون الله .
( تَفْسِيرُ الْمَعَانِي ) – :
قُلْ صَدَقَ اللهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَى مُحَمَّدٍ وَكَذَبْتُمْ أَنْتُمْ فَاتَّبِعُوا دِينَ إِبْرَاهِيمَ الْمَائِلَ عَنِ الْعَقَائِدِ الْبَاطِلَةِ .
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ بُنِيَ لِعِبَادَةِ اللهِ هُوَ الَّذِي بِبَكَّةَ( قِيلَ هُوَ أَوَّلُهَا مِنْ حَيْثُ الْقِدَمِ وَقِيلَمِنْ حَيْثُ الشَّرَفِ).فِيهِ آيَاتٌ وَاضِحَاتٌ ، مِنْهَا مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمِنْهَا أَنَّ مَنْ دَخَلَهُ يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ وَلَا يَتَعَّرَضُ لَهُ أَحَدٌ .عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ مَنْ دَخَلَهُ لَا يُقْبَضُ عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَ قَاتِلًا بَلْ يُلْجَأُ إِلَى الْخُرُوجِ .
وَقَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَى النَّاسِحِجَّ الْبَيْتِ ، أَيْ قَصْدَهُ ، مَنِ اسْتَطَاعَ تَحَمُّلَ مَشَاقِّ السَّفَرِ إِلَيْهِ .
حَج بالفتحة
ثُمَّ أَخَذَ يُبَكِّتُ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى كُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ وَعَلَى صَدِّهِمُ النَّاسَ عَنْسَبِيلِ اللهِ بِادِّعَاءِ أَنَّهَا سَبيِلٌ مُعْوَجَّةٌ وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّهَا أَقْوَمُ السُّبُلِ ، ثُمَّ نَصَحَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ لَا يُطِيعُوا هَؤُلَاءِ الصَّادِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَرُدُّوهُمْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ كَافِرِينَ ، ثُمَّ قَالَ : وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ يُتْلَى عَلَيْكُمُ الْقُرْآنُ الْفَارِقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ يُشِعُّ عَلَيْكُمْ أَنْوَارَ الْإِيمَانِ .
وَمَنْ يَلْتَجِئْ إِلَى اللهِ فَقَدْ اهْتَدَى إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
( تَفْسِيرُ الأَلْفَاظِ ) - :
{ وقل لهم في أنفسهم } أي في معنى أنفسهم أو خاليا بهم .
{ قولا بليغا} يبلغ منهم ويؤثر فيهم .
{ ليطاع بإذن الله } أي بسبب إذنه للناس في طاعته .
{ فلا وربك } أي فوربك ، ولا مزيدة للتأكيد .
{ فيما شجر بينهم } أي فيما اختلف بينهم واختلط، ومنه الشجر لتداخل أغصانه واختلاطها بعضها في بعض .
{ حرجا } أي ضيقا يقال حرج الشيء يحرج حرجا أي ضاق .
{ صراطا } أي طريقا جمعه صرط وأصله سراط بالسين .
{ والصديقين } جمع صديق وهو من كثر منه الصدق . وقيل بل يقال لمن لا يكذب قط . وقيل بل لمن صدق في قوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله .
{ رفيقا } أي مرافقا يستوي فيه الواحد والجمع .
{ حذركم } الحذر والحذر يستحسن أن تشكل بمعنى واحد .
{ثبات } أي جماعات جمع ثبة وهي الجماعة .
{ انفروا } أي اخرجوا للجهاد ، يقال نفر ينفر نفرا أي خرج للجهاد .
{ ليبطئن } أي ليبطئن فإن بطأ وأبطأ بمعنى واحد .
( تَفْسِيرُ الْمَعَانِي ) – :
يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَفْرِغُوا وُسْعَكُمْ فِي تَقْوَى اللهِ وَلَا تَمُوتُوا إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْتَسْلِمُونَ لِإِرَادَتِهِ وَمُنْقَادُونَ لِأَوَامِرِهِ.
وَتَمَسَّكُوا بِدِينِهِ جَمِيعًا – أَيْ مُجْتَمِعِينَ- وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ . وَتَذَّكَرُوا فَضْلَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً مُتَنَابِذِينَ فَجَمَعَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِفَضْلِهِ إِخْوَانًا ، وَكُنْتُمْ عَلَى حَافَّةِ هَاوِيَةٍمِنَ النَّارِ فَنَجَّاكُممِنْهَا بِالْإِسْلَامِ . كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ، أَيْ مِثْلَ هَذَا التَّبْيِينِ يُبَيِّنُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَرْشُدُونَ .
وَلْتَقُمْ مِنْكُمْ طَائِفَةٌ بِالدَّعْوَةِ إِلَى الْخَيْرِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ .
وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا كَغَيْرِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ إِذْ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا فِي مَذَاهِبِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم آيَاتُ اللهِ الْوَاضِحَاتِ الَّتِي لَا تَحْتَمِلُ التَّأْوِيلَ ، أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌيَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهُ الَّذِينَ حَسُنَتْ أَعْمَالُهُمْ وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ الَّذِينَ سَاءَتْ سِيرَتُهُمْ ، وَيُقَالُ لِهَؤُلَاءِ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ؟ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ .
( تَفْسِيرُ الأَلْفَاظِ ) - :
{ يشرون } أي يبيعون ، وشري وباع يستعمل أحدهما في مكان الآخر أحيانا .
{ والمستضعفين } أي الضعفاء .
{ القرية } المراد بها مكة .
{ من لدنك } أي من عندك ، ولدى ولدن بمعنى واحد .
{ وليا } أي ناصرا ومعينا .
{ الطاغوت } مشتق من الطغيان وهو كل متعد وكل معبود من دون الله ويستعمل للواحد والجمع.
{ كيد } الكيد ضرب من الاحتيال وقد يكون ممدوحا ومذموما ، واستعماله في المذموم أكثر .
{ كفوا أيديكم } أي عن القتال .
{ لولا أخرتنا } هلا أخرتنا .
{ أجل } أي ميعاد .
{ متاع الدنيا } التمتيع فيها .
( تَفْسِيرُ الْمَعَانِي ) – :
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ بِأَعْمَالِهِمُ الصَّالِحَةِ فَيَدْخُلُونَ فِي رَحْمَةِ اللهِ أَيْ جَنَّتِهِ خَالِدِينَ فِيهَا .هَذِهِ الْآيَاتُ الْوَارِدَةُ فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ مِنْ وَحْيِ اللهِنُنَزِّلُهَا عَلَيْكَ مُلْتَبِسَةً بِالْحَقِّ مامعنى ملتبسة بالحق?? وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ .لَهُ كُلُّ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُرَدُّ الْأُمُورُ فَيَفْصِلُ فِيهَا وَيُجَازِي أَوْ يُثِيبُ عَلَيْهَا .
كُنْتُمْ أَفْضَلَ أُمَّةٍ ظَهَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ ، مِنْ شَأْنِكُمْ أَنْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوا بِاللهِ عَلَى الْوَجْهِ الْحَقِّ . وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ مِثْلَ إِيمَانِكُمْ لَكَانَ ذَلِكَ أَنْفَعَ لَهُمْ . مِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ.
لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا ضَرَرًا يَسِيرًا ، وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يَنْهَزِمُوا أَمَامَكُمْ ثُمَّ لَا يَنْصُرْهُمْ أَحَدٌ عَلَيْكُمْ .
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أَيْنَمَا وُجِدُوا إِلَّا إِذَا كَانُوا مُعْتَصِمِينَ بِذِمَّةٍ مِنَ اللهِ أَوْ ذِمَّةْ الْمُسْلِمِينَ ؛ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍ . ذَلِكَ الْكُفْرُ وَالْقَتْلُ كَانَ بِسَبَبِ عِصْيَانِهِمْ وَاعْتِدَائِهِمْ حُدُودَ اللهِ .