e4f38dc9-8cf6-4f5f-9363-4e7eae6d9ef8

الإيمان بالكتب السماوية

قال الله تعالى في القرآن الكريم:

 

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ــ سورة الحديد، 25

 

أنزل الله تعالى مع بعض الرسل و الأنبياء كتبا يرجع إليها أتباعهم لمعرفة الأحكام و الشرائع.
و عدد الكتب السماوية إجمالا 104 كما ورد في حديث ابن حبان (1) عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم كتاباً أنزل الله؟ قال: مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ (إدريس) ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كلما أوحيت إليه آية أو سورة قرأها على أصحابه و أمرهم بكتابتها و حفظها. و كانوا رضوان الله عليهم يمتثلون لأمره في هذا دائما.و قد تم بعد هذا ترتيب هذه السور اعتمادا على الأوامر الإلاهية و ليس على تسلسلها الزمني من حيث النزول. و هو ما أمر به سيدنا جبريل(الروح القدس) عليه السلام النبي صلى الله عليه و سلم.
القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يطرأ عليه تغيير و لا تحريف في شكله و لا في مضمونه . و هو ما يأكده العديد من مشاهير غير المسلمين نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر باروخ سبينوزا في كتابه ــ رسالة في اللاهوت و السياسة.
و الفضل في حفظ القرآن راجع لله تعالى وحده .” إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون” الحجر 9
جمع القرآن الكريم أول مرة في زمن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أي بعد سنة وا حدة من وفاة النبي عليه الصلاة و السلام.
و في زمن سيدنا عثمان ابن عفان تم نسخ أربعة نسخ من مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أرسلت منها نسختان إلى العراق للكوفة و البصرة و نسخة إلى الشام و احتفظ سيدنا عثمان رضي الله عنه بنسخة في المدينة المنورة. و تعتبر كل نسخ القرآن من ذلك الوقت إلى أيامنا صورة طبق الأصل من مصاحف سيدنا عثمان و أبي بكر رضي الله عنهما.(3)
العقيدة الإسلامية قائمة على الإيمان بكل الكتب السماوية المزلة على جميع الأنبياء عليهم سلام الله جميعا مع العمل بما جاء في القرآن الكريم.
  1.  صحيح ابن حبان الحديث رقم 361 من نسخة الموسوعة الحديثية
  2.  مختصر تاريخ الإسلام لعبد الباسط الفاخوري نسخة دار المعارف العثمانية ص 44
  3. باروخ سبينوزا ــ رسالة في اللاهوت و السياسة ــ دار التنوير للطباعة و النشر ص 238