التقويمات الخاصة بمختلف الدول

مقدمة متعلقة بالتقاويم الخاصة بكل دولة من الدول

calendar

( إن جداول التقـويم الشرعي الخاص بكل دولة من الدول جاهـزة الآن للتحميل المباشر على موقعـنا الإلكتروني. الرجاء انقـــر (هنا) لتحميل التقـويم الشرعي الخاص بدولتك. )

منذ عـدة سنوات ونحن ننشر بانتظام على موقعنا الإلكتروني، جداول التقويم الشرعي الخاص بمكة المكرمة، وهو تقويم صالح أيضا لكل بلاد شبه الجزيرة العربية، ومنضبط تماما مع أحكام الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى كونه دقيقا جـدا من الناحية العلمية. وقد أوضحنا عند بيان المنهجية والطريقة المستخدمة في تحديد جداول التقويم الشرعي لمكة المكرمة أنه يمكن تعميم تلك المنهجية واستخدامها في تحديد جداول التقويم الشرعي بالنسبة لأي بلـد آخـر من بلدان العالم، وهو الأمر الذي أفضى بنا إلى وضع جداول التقـويم الشرعي الخاص بكل بلد من البلدان على وجه التحديد، وهي جداول تـقديرية مسبقة لعـدة سنوات، ومتـوافـقة تماما مع تعاليم الإسلام، كما أنها من حيث دقتُها العلمية تعتبر في صدارة المعرفة الفلكية الحالية، وهي – قبل كل شيء – خالية من الخضوع للقرارات الوطنية التعـسفية المعتادة في تحديد جداول التقويم. وفي الواقع، إننا نقـوم منذ فترة بالاستخدام الفعلي لهذه المنهجية والطريقة في تحديد التواريخ الخاصة ببداية شهـر رمضان ونهايته، وكذلك بداية شهر ذي الحجة من كل عام، لعموم بلدان العالم.

وإننا بعـد كل الجهود المضنية التي بذلناها في إنجاز هذا العمل، والاستثمار القوي لما وهبنا الله تعالى من عقـول، لمعـتزون بأن نعلـن لقرائنا الكرام أننا بداية من تاريخ: 01-03-2015، سنقوم في موقعنا الإلكتروني بنشر جداول التقويم الشرعي المحدد لكل دولة من دول العالم، عاما بعد عام، آملين أن تسهم جهودنا بشكل حيوي وفعّال في خدمة المسلمين في العالم.

وسنقوم في الفقرات التالية بشرح الخطوط العريضة للمنهجية والطريقة التي استخدمناها لإنشاء ووضع جداول التقويم الزمني الشرعي لكل بلـد من بلدان العالم على وجه التحـديد. ونظرا إلى أن الشرح الذي سنقـوم بتقديمه هنا إنما هو شرح مركـز للمنهجية المتبعة، وليس شرحا مفصلا لطرائق الحساب والتحليل، فإننا ندعو القـراء الكرام إلى الوقوف على الشروح المفصلة الخاصة بأسلوبنا في حساب جدول التقويم الشرعي الخاص بمكة المكرمة على الرابط التالي: (وصلة الرابط). حيث أن طريقة حساب جداول التقويم الزمني الخاصة بكل دولة من الدول تبقى في جوهـرها دائما هي ذات الطريقة.

فمع بداية كل شهـر قمري ننشر على موقعنا الإلكتروني المنحنيات التقديرية لرؤية الهلال على مستوى كامل الكرة الأرضية. وتظهـر هـذه المنحنيات التقديرية لرؤية الهـلال من خلال تدرج المناطق الملـونة، ابتداء من منطقة إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة، وانتهاء بمنطقة استحالة رؤية الهلال أصلا، ولو مع استخدام الوسائل البصرية القوية المسا عدة. وعند استخدامنا لهذه المنحنيات فإننا نبحث عن نقطة مرجعية لرصد الهلال ومراقبته في مناطق إمكانية وضوح رؤية الهلال، وبشكل دقيق، نبحث عن نقطة داخل “المنطقة ذات اللون الزرق” من منحنى وضوح رؤية الهلال، وبالنسبة لتفسير السبب الذي يتم على أساسه اختيار هذه النقطة المرجعية فهو مشروح بشكل واضح في المقدمة الخاصة بتقـويم مكة المكرمة (الرابط أعلاه).

ثم بعد ذلك نختار بالنسبة لكل دولة من دول العالم نقطة معينة في أقصى المناطق الشرقية من البلاد، ثم ننظر، فإذا كان دخول وقت الفجر في هذه النقطة إنما يحدث بعد وقت ثبوت رؤية الهلال (الذي يعرف بأنه أفضل وقت لوضوح رؤية الهلال) في النقطة المرجعية في المنطقة الزرقاء، فهنا يمكن الحكم ببداية الشهر الإسلامي الجديد في عموم هذه الدولة، كما لو كان الهلال مرئيا تماما في هذا البلد نفـسه بعد غروب الشمس. ونحن نتعمد اختيار النقطة الأقصى من الطرف الشرقي للبلاد المعنية، لأنه إذا تم إثبات رؤية الهلال قبل الفجر بالنسبة للجهة الشرقية من البلاد، فسيتم إثباتها بالضرورة إلى الغرب من ذلك، بسبب تأخـر وقت الفجـر في الجهة الغربية عنه في الجهة الشرقية. وهذا المعنى هو ما نطلق عليه : مفهوم منطقة الرؤية الممتدة.

وفي الواقع، فإنه يجب علينا الاهتمام بشكل دقيق ببعض الحالات الخاصة، وذلك بمراعاة بعض الفوارق البسيطة في اختيار النقطة الأقصى من الجهة الشرقية لكل دولة، حيث أنه يحدث بالنسبة لبعض البلـدان أن يكون الطرف الشرقي من الدولة في أرض غير مأهولة أصلا، كأن تكون في البحر، أو في الجبال المهجورة، أو الغابات العذراء، أو الصحاري القاحلة. ولذلك فمن الناحية العملية، فإننا نختار مدينة محلية مأهـولة في الجهة الشرقية من كل دولة، بحيث يمكن معرفتها وتحديد موقعها الدقيق على الخريطة.

والحالة الثانية من الحالات التي يجب أن ننتبه لها، ونوليها اهتمامنا، ما يتعلق بالحالة الخاصة بدولتي الصين وروسيا، وسننظر في كل حالة من هاتين الحالتين استقلالا:

أولا دولة الصين:
وهي دولة كبيرة المساحة، تمتد على نطاق واسع من خطوط الطول، حيث تمتد بين خطي طول 74 درجة شرقا إلى خط 135 درجة شرقا. ومع أن هذه البلاد تخضع إداريا لمنطقة زمنية واحدة هي (توقيت بكـين)، فإنها تعمل من الناحية العملية بشكل مختلف جدا بين الشرق والغرب. لذلك يبدو من المعقول أن نعـتمد – في الحالات المتكررة حيث لا تغطى البلاد كلها بمنطقة الرؤية الممتدة للهلال بالنسبة للنقطة المرجعية في المنطقة الزرقاء – اثنين من التقويمات المنفصلة، أحدهما خاص بالجهة الشرقية من الصين، والثاني خاص بالجهة الغربية من الصين. وعليه، فسوف يجد القارئ خيارين اثنين بالنسبة لدولة الصين في القائمة المنسدلة لاختيار البلدان. حيث تكون المدن المختارة لاستخدامها في حساب وقت الفجر هي على التوالي: مدينة فويوان كاونتي، ولاية جياموسي، الواقعة في مقاطعة هيلونغجيانغ، على خطي (48.4 درجة شمالا ، 134.3 درجة شرقا) بالنسبة لشرق الصين. ومدينة تشنغـدو الواقعة في مقاطعة سيشوان، على خطي: (30.7 درجة شمالا، 104.1 درجة شرقا) بالنسبة لغرب الصين..

ثانيا دولة روسيا:
وهي أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، وهي تمتد في نطاق واسع من خطوط الطول، بحيث تغطي تقريبا كل النصف الشمالي الشرقي من الكرة الأرضية، ابتداء من خط طول 20 درجة شرقا، بالإضافة إلى امتدادها على جزء كبير من النصف الشمالي الغربي من الكرة الأرضية، عابرة بذلك الخط الوهمي للتاريخ الدولي، وتصل إلى حدود خط طول 170 درجة غربا. و منذ شهر أكتوبر عام 2014، فإن دولة روسيا تعتمد في توقيتها 11 منطقة زمنية. ولذلك، فسيكون من غير المعقول تماما أن نضع 11 تقويما تقديريا مختلفا لدولة روسيا وحـدها. ومن هنا فقد اخـترنا أن نعتمد ثلاثة من التقاويم التقديرية للبلاد الروسية في الحالات التي لا تغطى فيها البلاد كلها بمنطقة الرؤية الممتدة للهلال، كما يلي: جهة شرق روسيا، وجهة وسط روسيا، وجهة غرب روسيا، حيث تكون المدن المختارة لاستخدامها في حساب وقت الفجر هي على التوالي: مدينة يوإلن، الواقعة في مقاطعة تشوكوتكا، على خطي (66.2 درجة شمالا ، 169.8 درجة غربا) بالنسبة لشرق روسيا، وياكوتسك، في مقاطعة (ساخا) ياقوتيا ، على خطي (62.0 درجة شمالا ، 129.7 درجة شرقا) بالنسبة لوسط روسيا، ونيجنفار توفسك، في مقاطعة خانتيس مانسيس، على خطي (61.0 درجة شمالا، 76.6 درجة شرقا) بالنسبة لغرب روسيا. وعليه فسوف يجد القارئ الكريم ثلاثة خيارات لدولة روسيا في القائمة المنسدلة لاختيار البلدان.

مع ملاحظة أن هذا الأساس المنطقي المستخدم مع دولتي الصين وروسيا لا ينطبق على الدولتين الأخريين ذواتي المساحة الكبيرة في العالم، ألا وهما دولتي كـندا والولايات المتحدة الأمريكية. فقد تبين لنا من خلال تجاربنا أنه في جميع الحالات تقـريبا، تكون كل من الدولتين مغطاة بالكامل بمنطقة الرؤية الممتدة للهلال في المحيط الهادئ. ومع ذلك فسوف ننبه القراء في الحالات النادرة الممكنة التي تخرج فيها هاتين الدولتين عن هذه القاعدة العامة.

العربية السعودية:
أما بالنسبة للدولة السعودية فهي حالة منفصلة بذاتها، وقد كانت هي الأساس الأصلي لوجود موقعنا، حيث كانت نقطة بدايته الأولى من أجل تحديد تقويم شرعي دقيق لمكة المكرمة. علما أن المنطقة الأقصى شرق الدولة السعودية هي حقل نفط شيبة الواقع على خطي: (22.5 درجة شمالا ، 54.0 درجة شرقا). وفي جميع الحالات تقريبا، فإن التقويمين – تقويم مكة والتقويم المبني على الجهة الشرقية للدولة- يكونان متطابقين، لأن المملكة العربية السعودية ليست ذات مساحة واسعة جـدا بين الشرق والغرب. ومع ذلك، فقد فضلنا في القائمة المنسدلة لاختيار البلدان، أن نطلق على هذه الدولة اسما مزدوجا، وهو: مكة المكرمة / العربية السعودية، لمراعاة أن التقويم خاص في الأساس بمكة المكرمة. وأما بالنسبة لبعض الحالات النادرة التي يمكن أن يحدث فيها اختلاف بين التقـويمين، فسنقوم بنشـرهما معا.

وأخيرا، فإننا مع نشر جداول التقاويم الإسلامية الموثوقة لكل بلدان العالم نأمل أن نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو توحيد العالم الإسلامي حول كلمة الله تعالى، حيث يعتبر هذا الإنجاز في غاية الأهمية، نظرا لما أثبتناه حسابيا من قبلُ، باستعمال الطريقة التوافقية الصارمة، من أن العدد الإجمالي الممكن نظريا لجداول التقويم الإسلامي الشرعي في جميع أنحاء العالم يبلغ 584 تقويما (وصلة الرابط)، وهو عدد كبير جـدا. ولكن، أليس من نعمة الله علينا أن يسر لنا – وبالصرامة العلمية نفسها – أن نختصر هذا العدد الكبير من التقويمات في تقـويم واحد فقط لكل دولة من دول العالم، يسهل حسابه ونشره شهـرا بعـد شهـر؟، ونحن نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا ويوجه جهودنا في هذا الاتجاه المبارك!، وأن يحقق لنا وعده الذي وعـدنا، ” وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ؟ ” (سورة التوبة:9، الآية 111). قال الله تعالى: ” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ” (سورة النور:24، الآية 55).