تاريخ المسجد الأقصى

بيت المقدس أو المسجد الأقصى مكان صغير له قدر كبير و تاريخ عريق عراقة وجود البشر على الأرض .

إن أول من بنى المسجد الأقصى هو أول البشر و الأنبياء سيدنا آدم عليه السلام.  فقد أخبرنا النبي عليه الصلاة و السلام  أن سيدنا آدم عليه السلام بنى المسجد الأقصى بعد أربعين سنة من بناءه الكعبة المشرفة (1).

و قد سميت بيت المقدس مسجدا قبل أن يبنيه المسلمون في العهد الأموي .فقد قال جاء في القرآن : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله(2). و هذا دليل على أنه كان مسجدا حتى قبل بعثة النبي عليه الصلاة و السلام.

المسلمون يعتقدون أن المسجد الأقصى بقي عامرا في زمن شيث ابن آدم و كذا في زمن إدريس و في بداية عهد نوح عليهم السلام جميعا .

و قد تهدم المسجد الأقصى أول مرة في طوفان نوح حيث تهدمت جدرانه و لكن بقي الأساس الذي وضعه سيدنا آدم عليه السلام و فوق هذا الأساس أعاد سيدنا إبراهيم عليه السلام بناء المسجد الأقصى لاحقا (3)

بعد سيدنا إبراهيم توالت الشعوب و القبائل على مدينة القدس حتى آل الأمر إلى قوم جبارين يعرفون تاريخيا بقبائل البالست و إليهم تنسب تسمة “بالستين” أو فلسطين. فهدموا المسجد الأقصى حتى أخرجهم منها سيدنا داوود عليه السلام ليقوم ابنه سليمان عليه السلام بعد هذا بإعادة بناء المسجد الأقصى. فقد روى المنذري بإسناد صحيح (4) أن النبي عليه الصلاة و السلام قال : لما فرغ سليمان بن داوود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله تعالى أن لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

 

بعد دخول المسلمين بيت المقدس اهتموا بالمسجد الأقصى اهتماما خاصا فهو مكان صلى فيه النبي محمد عليه الصلاة و السلام إماما بكل رسل الله في ليلة إعجازية و صلاة لا مثيل لها بين كل صلاة البشر .

لا يزال المسجد الأقصى مقدما في قلوب العدد الأكبر من أهل المعمورة اليوم و لكن المسلمين و النصارى و عقلاء اليهود يجمعون على أن القدس الشريف لم ير عدلا و لا رقيا و سلاما كما رآه في القرون الأولى من حكم المسلمين في التاريخ الحديث.

فضائل المسجد الأقصى:

ورد في القرآن، وفي أحاديث النبي محمد العديد من فضائل المسجد الأقصى وأهميته، منها:

 

– في القرآن: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ (2)

– عن ميمونة بنت الحارث أنها قالت: «يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال: إِيتوهُ فصلُّوا فيه،  فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله». (5)

عن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا».(6)

عن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ». (7)

(1) صحيح البخاري الحديث رقم

3425  نسخة الموسوعة الحديثية

(2) سورة الإسراء ١

(3)المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى. عبد الله معروف صفحة 68-70 دار العلم للملايين طبعة 2009

(4) سنن النسائي الحديث رقم 693 نسخة الموسوعة الحديثية

(5) المجموع للإمام النووي الجزء 8 الصفحة 278

(6) صحيح البخاري الحديث 1995 نسخة الموسوعة الحديثية

(7) الجامع الصغير للإمام السيوطي الحديث رقم 5109 نسخة الموسوعة الحديثية